من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ( الجزء الثاني )
صفحة 1 من اصل 1
من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ( الجزء الثاني )
ـ وقال (عليه السلام): لَمَّا بَلَغَهُ إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الأنْبَارِ فَخَرَجَ بِنَفْسِهِ مَاشِياً حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ وأَدْرَكَهُ النَّاسُ وقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ.
فَقَالَ مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو حَيْفَ رُعَاتِهَا وإِنَّنِي الْيَوْمَ لَأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي كَأَنَّنِي الْمَقُودُ وهُمُ الْقَادَةُ أَوِ الْمَوْزُوعُ وهُمُ الْوَزَعَةُ.
فلما قال (عليه السلام) هذا القول في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما إني لا أملك إلا نفسي وأخي فمر بأمرك يا أمير المؤمنين ننقد له فقال (عليه السلام): وَ أَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ.
وقِيلَ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ حَوْطٍ أَتَاهُ فَقَالَ أَتَرَانِي أَظُنُّ أَصْحَابَ الْجَمَلِ كَانُوا عَلَى ضَلالَةٍ.
فَقَالَ (عليه السلام) يَا حَارِثُ إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ ولَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ ولَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ.
فَقَالَ الْحَارِثُ فَإِنِّي أَعْتَزِلُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ (عليه السلام).
إِنَّ سَعِيداً وعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ ولَمْ يَخْذُلا الْبَاطِلَ.
ــ وقال (عليه السلام): صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الأسَدِ يُغْبَطُ بِمَوْقِعِهِ وهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَحْسِنُوا فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ كَلامَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً وإِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً.
وسَأَلَهُ رَجُلٌ أَنْ يُعَرِّفَهُ الإيمَانَ فَقَالَ (عليه السلام) إِذَا كَانَ الْغَدُ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ فَإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ فَإِنَّ الْكَلامَ كَالشَّارِدَةِ يَنْقُفُهَا هَذَا ويُخْطِئُهَا هَذَا.
وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله الإيمان على أربع شعب.
ــ وقال (عليه السلام): يَا ابْنَ آدَمَ لا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللَّهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا وأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
ــ وقال (عليه السلام): النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلانِ عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ ويَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ وعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً ومَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً فَأَصْبَحَ وَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ لا يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً فَيَمْنَعُهُ.
ورُوِيَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَيَّامِهِ حَلْيُ الْكَعْبَةِ وكَثْرَتُهُ فَقَالَ قَوْمٌ لَوْ أَخَذْتَهُ فَجَهَّزْتَ بِهِ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ أَعْظَمَ لِلأجْرِ ومَا تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بِالْحَلْيِ فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وسَأَلَ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَقَالَ (عليه السلام).
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) والأمْوَالُ أَرْبَعَةٌ أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ والْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ والْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللَّهُ حَيْثُ وَضَعَهُ والصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ حَيْثُ جَعَلَهَا وكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ فَتَرَكَهُ اللَّهُ عَلَى حَالِهِ ولَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً ولَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَكَاناً فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَوْلاكَ لافْتَضَحْنَا وتَرَكَ الْحَلْيَ بِحَالِهِ.
رُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلانِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اللَّهِ أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ والآخَرُ مِنْ عُرُوضِ النَّاسِ.
فَقَالَ (عليه السلام) أَمَّا هَذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللَّهِ ولا حَدَّ عَلَيْهِ مَالُ اللَّهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً وأَمَّا الآخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ الشَّدِيدُ فَقَطَعَ يَدَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): لَوْ قَدِ اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هَذِهِ الْمَدَاحِضِ لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ.
ــ وقال (عليه السلام): اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وإِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ واشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ وقَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ ولَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وقِلَّةِ حِيلَتِهِ وبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ والْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ والتَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فِي مَضَرَّةٍ ورُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمَى ورُبَّ مُبْتَلًى مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ وقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ وقِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلاً ويَقِينَكُمْ شَكّاً إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا وإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ وضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ ورُبَّمَا شَرِقَ شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ وكُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ والأمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ والْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لا يَأْتِيهِ.
ــ وقال (عليه السلام): اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لامِعَةِ الْعُيُونِ عَلانِيَتِي وتُقَبِّحَ فِيمَا أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي مُحَافِظاً عَلَى رِثَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي وأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي تَقَرُّباً إِلَى عِبَادِكَ وتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): لا والَّذِي أَمْسَيْنَا مِنْهُ فِي غُبْرِ لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ تَكْشِرُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مَا كَانَ كَذَا وكَذَا.
ــ وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ.
ــ وقال (عليه السلام): إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ.
ــ وقال (عليه السلام): لَيْسَتِ الرَّوِيَّةُ كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الإبْصَارِ فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا ولا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): بَيْنَكُمْ وبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ.
ــ وقال (عليه السلام): جَاهِلُكُمْ مُزْدَادٌ وعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ.
ــ وقال (عليه السلام): قَطَعَ الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ.
ــ وقال (عليه السلام): كُلُّ مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ الإنْظَارَ وكُلُّ مُؤَجَّلٍ يَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا قَالَ النَّاسُ لِشَيْءٍ طُوبَى لَهُ إِلا وقَدْ خَبَأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سَوْءٍ.
وسُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلا تَسْلُكُوهُ وبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلا تَلِجُوهُ وسِرُّ اللَّهِ فَلا تَتَكَلَّفُوهُ.
ــ وقال (عليه السلام): إِذَا أَرْذَلَ اللَّهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ.
ــ وقال (عليه السلام): كَانَ لِي فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّهِ وكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ وكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ فَلا يَشْتَهِي مَا لا يَجِدُ ولا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ وكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فَإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ ونَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ وكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَابٍ وصِلُّ وَادٍ لا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً وكَانَ لا يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَهُ وكَانَ لا يَشْكُو وَجَعاً إِلا عِنْدَ بُرْئِهِ وكَانَ يَقُولُ مَا يَفْعَلُ ولا يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ وكَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلامِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ وكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ وكَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى فَيُخَالِفُهُ فَعَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْخَلائِقِ فَالْزَمُوهَا وتَنَافَسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ.
ــ وقال (عليه السلام): لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ اللَّهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ لَكَانَ يَجِبُ أَلا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): وقَدْ عَزَّى الأشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ عَنِ ابْنٍ لَهُ.
يَا أَشْعَثُ إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ الرَّحِمُ وإِنْ تَصْبِرْ فَفِي اللَّهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ يَا أَشْعَثُ إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْجُورٌ وإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْزُورٌ يَا أَشْعَثُ ابْنُكَ سَرَّكَ وهُوَ بَلاءٌ وفِتْنَةٌ وحَزَنَكَ وهُوَ ثَوَابٌ ورَحْمَةٌ.
ــ وقال (عليه السلام): عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) سَاعَةَ دَفْنِهِ.
إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلا عَنْكَ وإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلا عَلَيْكَ وإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ وإِنَّهُ قَبْلَكَ وبَعْدَكَ لَجَلَلٌ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَصْحَبِ الْمَائِقَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ ويَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ.
وقَدْ سُئِلَ عَنْ مَسَافَةِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ فَقَالَ (عليه السلام) مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاثَةٌ وأَعْدَاؤُكَ ثَلاثَةٌ فَأَصْدِقَاؤُكَ صَدِيقُكَ وصَدِيقُ صَدِيقِكَ وعَدُوُّ عَدُوِّكَ وأَعْدَاؤُكَ عَدُوُّكَ وعَدُوُّ صَدِيقِكَ وصَدِيقُ عَدُوِّكَ.
ــ وقال (عليه السلام): لِرَجُلٍ رَآهُ يَسْعَى عَلَى عَدُوٍّ لَهُ بِمَا فِيهِ إِضْرَارٌ بِنَفْسِهِ إِنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِيَقْتُلَ رِدْفَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الاعْتِبَارَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ ومَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظُلِمَ ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ مَنْ خَاصَمَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وأَسْأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.
وسُئِلَ (عليه السلام) كَيْفَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ فَقَالَ (عليه السلام) كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ فَقِيلَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ ولا يَرَوْنَهُ فَقَالَ (عليه السلام) كَمَا يَرْزُقُهُمْ ولا يَرَوْنَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ وكِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا يَنْطِقُ عَنْكَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا الْمُبْتَلَى الَّذِي قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلاءُ بِأَحْوَجَ إِلَى الدُّعَاءِ الَّذِي لا يَأْمَنُ الْبَلاءَ.
3ــ وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَبْنَاءُ الدُّنْيَا ولا يُلامُ الرَّجُلُ عَلَى حُبِّ أُمِّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ الْمِسْكِينَ رَسُولُ اللَّهِ فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اللَّهَ ومَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اللَّهَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا زَنَى غَيُورٌ قَطُّ.
ــ وقال (عليه السلام): كَفَى بِالأجَلِ حَارِساً.
ــ وقال (عليه السلام): يَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى الثُّكْلِ ولا يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ.
قال الرضي ومعنى ذلك أنه يصبر على قتل الأولاد ولا يصبر على سلب الأموال.
ــ وقال (عليه السلام): مَوَدَّةُ الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَيْنَ الأبْنَاءِ والْقَرَابَةُ إِلَى الْمَوَدَّةِ أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَى الْقَرَابَةِ.
ــ وقال (عليه السلام): اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
ــ وقال (عليه السلام): لا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وقَدْ كَانَ بَعَثَهُ إِلَى طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ لَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَصْرَةِ يُذَكِّرُهُمَا شَيْئاً مِمَّا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فِي مَعْنَاهُمَا فَلَوَى عَنْ ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي أُنْسِيتُ ذَلِكَ الأمْرَ فَقَالَ (عليه السلام) إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللَّهُ بِهَا بَيْضَاءَ لامِعَةً لا تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ.
قال الرضي يعني البرص فأصاب أنسا هذا الداء فيما بعد في وجهه فكان لا يرى إلا مبرقعا.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وإِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ وإِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ.
ــ وقال (عليه السلام): وفِي الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ.
ــ وقال (عليه السلام): رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لا يَدْفَعُهُ إِلا الشَّرُّ.
ــ وقال (عليه السلام): لِكَاتِبِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ أَلِقْ دَوَاتَكَ وأَطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِكَ وفَرِّجْ بَيْنَ السُّطُورِ وقَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الْخَطِّ.
ــ وقال (عليه السلام): أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ والْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ.
قال الرضي ومعنى ذلك أن المؤمنين يتبعونني والفجار يتبعون المال كما تتبع النحل يعسوبها وهو رئيسها.
وقَالَ لَهُ بَعْضُ الْيَهُودِ مَا دَفَنْتُمْ نَبِيَّكُمْ حَتَّى اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقَالَ (عليه السلام) لَهُ إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْهُ لا فِيهِ ولَكِنَّكُمْ مَا جَفَّتْ أَرْجُلُكُمْ مِنَ الْبَحْرِ حَتَّى قُلْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ.
وقِيلَ لَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَ الأقْرَانَ فَقَالَ (عليه السلام) مَا لَقِيتُ رَجُلاً إِلا أَعَانَنِي عَلَى نَفْسِهِ.
قال الرضي يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب.
ــ وقال (عليه السلام): لابْنِهِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفَقْرَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ فَإِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ لِلدِّينِ مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ دَاعِيَةٌ لِلْمَقْتِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ سَلْ تَفَقُّهاً ولا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ وإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ الْمُتَعَنِّتِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقْ رَأْيَهُ لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وأَرَى فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي.
ورُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) لَمَّا وَرَدَ الْكُوفَةَ قَادِماً مِنْ صِفِّينَ مَرَّ بِالشِّبَامِيِّينَ فَسَمِعَ بُكَاءَ النِّسَاءِ عَلَى قَتْلَى صِفِّينَ وخَرَجَ إِلَيْهِ حَرْبُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ وكَانَ مِنْ وُجُوهِ قَوْمِهِ فَقَالَ (عليه السلام) لَهُ أَ تَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أَسْمَعُ أَ لا تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا الرَّنِينِ وأَقْبَلَ حَرْبٌ يَمْشِي مَعَهُ وهُوَ (عليه السلام) رَاكِبٌ فَقَالَ (عليه السلام) ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ومَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ.
ــ وقال (عليه السلام): وقَدْ مَرَّ بِقَتْلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ بُؤْساً لَكُمْ لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ فَقِيلَ لَهُ مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ والأنْفُسُ الأمَّارَةُ بِالسُّوءِ غَرَّتْهُمْ بِالأمَانِيِّ وفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي ووَعَدَتْهُمُ الإظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ.
ــ وقال (عليه السلام): اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ.
ــ وقال (عليه السلام): لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
إِنَّ حُزْنَنَا عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ سُرُورِهِمْ بِهِ إِلا أَنَّهُمْ نَقَصُوا بَغِيضاً ونَقَصْنَا حَبِيباً.
ــ وقال (عليه السلام): الْعُمُرُ الَّذِي أَعْذَرَ اللَّهُ فِيهِ إِلَى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً.
ــ وقال (عليه السلام): مَا ظَفِرَ مَنْ ظَفِرَ الإثْمُ بِهِ والْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الأغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلا بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ واللَّهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): الاسْتِغْنَاءُ عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَقَلُّ مَا يَلْزَمُكُمْ لِلَّهِ أَلا تَسْتَعِينُوا بِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِيمَةَ الأكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ الْعَجَزَةِ.
ــ وقال (عليه السلام): السُّلْطَانُ وَزَعَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): فِي صِفَةِ الْمُؤْمِنِ الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وحُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً وأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ ويَشْنَأُ السُّمْعَةَ طَوِيلٌ غَمُّهُ بَعِيدٌ هَمُّهُ كَثِيرٌ صَمْتُهُ مَشْغُولٌ وَقْتُهُ شَكُورٌ صَبُورٌ مَغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ وهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ.
ــ وقال (عليه السلام): لَوْ رَأَى الْعَبْدُ الأجَلَ ومَصِيرَهُ لَأَبْغَضَ الأمَلَ وغُرُورَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): لِكُلِّ امْرِئٍ فِي مَالِهِ شَرِيكَانِ الْوَارِثُ والْحَوَادِثُ.
ــ وقال (عليه السلام): الْمَسْئُولُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ.
ــ وقال (عليه السلام): الدَّاعِي بِلا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلا وَتَرٍ.
ــ وقال (عليه السلام): الْعِلْمُ عِلْمَانِ مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ ولا يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ.
ــ وقال (عليه السلام): صَوَابُ الرَّأْيِ بِالدُّوَلِ يُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا ويَذْهَبُ بِذَهَابِهَا.
ــ وقال (عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ والشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى.
ــ وقال (عليه السلام): يَوْمُ الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُومِ.
ــ وقال (عليه السلام): الْغِنَى الأكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.
ــ وقال (عليه السلام): الأقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ والسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ وكُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ والنَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ ومُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً يَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْيِهِ الرِّضَى والسُّخْطُ ويَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ وتَسْتَحِيلُهُ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لا يَبْلُغُهُ وبَانٍ مَا لا يَسْكُنُهُ وجَامِعٍ مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ ولَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ ومِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ أَصَابَهُ حَرَاماً واحْتَمَلَ بِهِ آثَاماً فَبَاءَ بِوِزْرِهِ وقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ آسِفاً لاهِفاً قَدْ خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ.
ــ وقال (عليه السلام): مِنَ الْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ الْمَعَاصِي.
ــ وقال (عليه السلام): مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُهُ السُّؤَالُ فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ.
ــ وقال (عليه السلام): الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الاسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ والتَّقْصِيرُ عَنِ الاسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ.
ــ وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ ومَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ ومَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ ومَنْ كَابَدَ الأمُورَ عَطِبَ ومَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ ومَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ ومَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ ومَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ ومَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ ومَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ ومَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ ومَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ الأحْمَقُ بِعَيْنِهِ والْقَنَاعَةُ مَالٌ لا يَنْفَدُ ومَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ ومَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ومَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ ويُظَاهِرُ الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ.
ــ وقال (عليه السلام): عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ وعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلاءِ يَكُونُ الرَّخَاءُ.
ــ وقال (عليه السلام): لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لا تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ ووَلَدِكَ فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ ووَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ وإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ فَمَا هَمُّكَ وشُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ.
وهَنَّأَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ رَجُلاً بِغُلامٍ وُلِدَ لَهُ فَقَالَ لَهُ لِيَهْنِئْكَ الْفَارِسُ فَقَالَ (عليه السلام) لا تَقُلْ ذَلِكَ ولَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ الْوَاهِبَ وبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ وبَلَغَ أَشُدَّهُ ورُزِقْتَ بِرَّهُ.
وبَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ بِنَاءً فَخْماً فَقَالَ (عليه السلام) أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنَّ الْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ الْغِنَى.
وقِيلَ لَهُ (عليه السلام) لَوْ سُدَّ عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتِهِ وتُرِكَ فِيهِ مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيهِ رِزْقُهُ فَقَالَ (عليه السلام) مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ.
وعَزَّى قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ (عليه السلام) إِنَّ هَذَا الأمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ ولا إِلَيْكُمُ انْتَهَى وقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هَذَا يُسَافِرُ فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وإِلا قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ لِيَرَكُمُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً ومَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً.
ــ وقال (عليه السلام): يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ أَقْصِرُوا فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ عَلَى الدُّنْيَا لا يَرُوعُهُ مِنْهَا إِلا صَرِيفُ أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ أَيُّهَا النَّاسُ تَوَلَّوْا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا واعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ عَادَاتِهَا.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً.
ــ وقال (عليه السلام): إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاةِ عَلَى رَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله) ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا ويَمْنَعَ الأخْرَى.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ.
ــ وقال (عليه السلام): مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الإمْكَانِ والأنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَسْأَلْ عَمَّا لا يَكُونُ فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ.
ــ وقال (عليه السلام): الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ والاعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وكَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ والْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وإِلا ارْتَحَلَ عَنْهُ.
ــ وقال (عليه السلام): يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا وبُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا حُكِمَ عَلَى مُكْثِرٍ مِنْهَا بِالْفَاقَةِ وأُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً ومَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ هَمٌّ يَشْغَلُهُ وغَمٌّ يَحْزُنُهُ كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ وعَلَى الإخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ وإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الاعْتِبَارِ ويَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الاضْطِرَارِ ويَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ والإبْغَاضِ إِنْ قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى وإِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ هَذَا ولَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ والْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ وحِيَاشَةً لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلا رَسْمُهُ ومِنَ الإسْلامِ إِلا اسْمُهُ ومَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى سُكَّانُهَا وعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الأرْضِ مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا ويَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ وقَدْ فَعَلَ ونَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ.
ورُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) قَلَّمَا اعْتَدَلَ بِهِ الْمِنْبَرُ إِلا قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ ولا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ ومَا دُنْيَاهُ الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَفٍ مِنَ الآخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ ومَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِهِ كَالآخَرِ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الإسْلامِ ولا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى ولا مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ ولا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ ولا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ ولا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وتَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ والرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ وَ مَطِيَّةُ التَّعَبِ والْحِرْصُ والْكِبْرُ والْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ والشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنْصَارِيِّ يَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّينِ والدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ وجَاهِلٍ لا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وجَوَادٍ لا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وفَقِيرٍ لا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ والْبَقَاءِ ومَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ والْفَنَاءِ.
ورَوَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيهِ وكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ فِيمَا كَانَ يَحُضُّ بِهِ النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيّاً رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ فِي الصَّالِحِينَ وأَثَابَهُ ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ والصِّدِّيقِينَ يَقُولُ يَوْمَ لَقِينَا أَهْلَ الشَّامِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ ومُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ ومَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ ومَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الْهُدَى وقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ونَوَّرَ فِي قَلْبِهِ الْيَقِينُ.
وفِي كَلامٍ آخَرَ لَهُ يَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِيَدِهِ ولِسَانِهِ وقَلْبِهِ فَذَلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ والتَّارِكُ بِيَدِهِ فَذَلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ومُضَيِّعٌ خَصْلَةً ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ والتَّارِكُ بِيَدِهِ ولِسَانِهِ فَذَلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ مِنَ الثَّلاثِ وتَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ ومِنْهُمْ تَارِكٌ لإنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ ويَدِهِ فَذَلِكَ مَيِّتُ الأحْيَاءِ ومَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عِنْدَ الأمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ إِلا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ وإِنَّ الأمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ ولا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ.
وعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً ولَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ وأَسْفَلُهُ أَعْلاهُ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ وإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِهِ الأمَّةِ عَذَابَ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ولا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ الأمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ.
ــ وقال (عليه السلام): يَا ابْنَ آدَمَ الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ فَلا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى مَا فِيهِ فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ وإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيمَا لَيْسَ لَكَ ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ ولَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ.
قال الرضي وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم من هذا الباب إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح فلذلك كررناه على القاعدة المقررة في أول الكتاب.
ــ وقال (عليه السلام): رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ ومَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): الْكَلامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وجَلَبَتْ نِقْمَةً.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَقُلْ مَا لا تَعْلَمُ بَلْ لا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَ قَالَ (عليه السلام) احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ ويَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ وإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنْهَا جَهْلٌ والتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ والطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الاخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ.
ــ وقال (عليه السلام): مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ لا يُعْصَى إِلا فِيهَا ولا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلا بِتَرْكِهَا.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ وكُلُّ بَلاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ.
ــ وقال (عليه السلام): أَلا وإِنَّ مِنَ الْبَلاءِ الْفَاقَةَ وأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ أَلا وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ آبَائِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ ويَجْمُلُ ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلا فِي ثَلاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
ــ وقال (عليه السلام): ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا ولا تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ.
ــ وقال (عليه السلام): تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ وتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ.
ــ وقال (عليه السلام): رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ.
ــ وقال (عليه السلام): كُلُّ مُقْتَصَرٍ عَلَيْهِ كَافٍ.
ــ وقال (عليه السلام): الْمَنِيَّةُ ولا الدَّنِيَّةُ والتَّقَلُّلُ ولا التَّوَسُّلُ ومَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً والدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلا تَبْطَرْ وإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ.
ــ وقال (عليه السلام): نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ عَطِرٌ رِيحُهُ.
ــ وقال (عليه السلام): ضَعْ فَخْرَكَ واحْطُطْ كِبْرَكَ واذْكُرْ قَبْرَكَ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً وإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ ويُحَسِّنَ أَدَبَهُ ويُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْعَيْنُ حَقٌّ والرُّقَى حَقٌّ والسِّحْرُ حَقٌّ والْفَأْلُ حَقٌّ والطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ والْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ والطِّيبُ نُشْرَةٌ والْعَسَلُ نُشْرَةٌ والرُّكُوبُ نُشْرَةٌ والنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ.
ــ وقال (عليه السلام): مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ.
ــ وقال (عليه السلام): لِبَعْضِ مُخَاطِبِيهِ وقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُهُ عَنْ قَوْلِ مِثْلِهَا لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وهَدَرْتَ سَقْباً.
قال الرضي والشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى ويستحصف والسقب الصغير من الإبل ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ.
ــ وقال (عليه السلام): وقَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنَّا لا نَمْلِكُ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً ولا نَمْلِكُ إِلا مَا مَلَّكَنَا فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّفَنَا ومَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا.
ــ وقال (عليه السلام): لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وقَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلاماً دَعْهُ يَا عَمَّارُ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا وعَلَى عَمْدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الأغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ وأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الأغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ امْرَأً عَقْلاً إِلا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً مَا.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ.
ــ وقال (عليه السلام): التُّقَى رَئِيسُ الأخْلاقِ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ وبَلاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ.
ــ وقال (عليه السلام): كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُهُ مِنْ غَيْرِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الأحْرَارِ وإِلا سَلا سُلُوَّ الأغْمَارِ.
وفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ (عليه السلام) قَالَ لِلأشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مُعَزِّياً عَنِ ابْنٍ لَهُ.
إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الأكَارِمِ وإِلا سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ.
ــ وقال (عليه السلام): فِي صِفَةِ الدُّنْيَا تَغُرُّ وتَضُرُّ وتَمُرُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لأَوْلِيَائِهِ ولا عِقَاباً لأَعْدَائِهِ وإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا.
وقَالَ لابْنِهِ الْحَسَنِ (عليه السلام) لا تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ تَخَلِّفُهُ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ قَالَ الرَّضِيُّ ويُرْوَى هَذَا الْكَلامُ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ وهُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ وهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ وإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ رَجُلٍ عَمِلَ فِيمَا جَمَعْتَهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ أَهْلاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ ولا أَنْ تَحْمِلَ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللَّهِ ولِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَ تَدْرِي مَا الاسْتِغْفَارُ الاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ وهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى والثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً والثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ والرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا والْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالأحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ ويَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ والسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاوَةَ الْمَعْصِيَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ عَشِيرَةٌ.
ــ وقال (عليه الس
فَقَالَ مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو حَيْفَ رُعَاتِهَا وإِنَّنِي الْيَوْمَ لَأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي كَأَنَّنِي الْمَقُودُ وهُمُ الْقَادَةُ أَوِ الْمَوْزُوعُ وهُمُ الْوَزَعَةُ.
فلما قال (عليه السلام) هذا القول في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما إني لا أملك إلا نفسي وأخي فمر بأمرك يا أمير المؤمنين ننقد له فقال (عليه السلام): وَ أَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ.
وقِيلَ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ حَوْطٍ أَتَاهُ فَقَالَ أَتَرَانِي أَظُنُّ أَصْحَابَ الْجَمَلِ كَانُوا عَلَى ضَلالَةٍ.
فَقَالَ (عليه السلام) يَا حَارِثُ إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ ولَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ ولَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ.
فَقَالَ الْحَارِثُ فَإِنِّي أَعْتَزِلُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ (عليه السلام).
إِنَّ سَعِيداً وعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ ولَمْ يَخْذُلا الْبَاطِلَ.
ــ وقال (عليه السلام): صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الأسَدِ يُغْبَطُ بِمَوْقِعِهِ وهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَحْسِنُوا فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ كَلامَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً وإِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً.
وسَأَلَهُ رَجُلٌ أَنْ يُعَرِّفَهُ الإيمَانَ فَقَالَ (عليه السلام) إِذَا كَانَ الْغَدُ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ فَإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ فَإِنَّ الْكَلامَ كَالشَّارِدَةِ يَنْقُفُهَا هَذَا ويُخْطِئُهَا هَذَا.
وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله الإيمان على أربع شعب.
ــ وقال (عليه السلام): يَا ابْنَ آدَمَ لا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللَّهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا وأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
ــ وقال (عليه السلام): النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلانِ عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ ويَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ وعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً ومَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً فَأَصْبَحَ وَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ لا يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً فَيَمْنَعُهُ.
ورُوِيَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَيَّامِهِ حَلْيُ الْكَعْبَةِ وكَثْرَتُهُ فَقَالَ قَوْمٌ لَوْ أَخَذْتَهُ فَجَهَّزْتَ بِهِ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ أَعْظَمَ لِلأجْرِ ومَا تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بِالْحَلْيِ فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وسَأَلَ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَقَالَ (عليه السلام).
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) والأمْوَالُ أَرْبَعَةٌ أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ والْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ والْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللَّهُ حَيْثُ وَضَعَهُ والصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ حَيْثُ جَعَلَهَا وكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ فَتَرَكَهُ اللَّهُ عَلَى حَالِهِ ولَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً ولَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَكَاناً فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَوْلاكَ لافْتَضَحْنَا وتَرَكَ الْحَلْيَ بِحَالِهِ.
رُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلانِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اللَّهِ أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ والآخَرُ مِنْ عُرُوضِ النَّاسِ.
فَقَالَ (عليه السلام) أَمَّا هَذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللَّهِ ولا حَدَّ عَلَيْهِ مَالُ اللَّهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً وأَمَّا الآخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ الشَّدِيدُ فَقَطَعَ يَدَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): لَوْ قَدِ اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هَذِهِ الْمَدَاحِضِ لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ.
ــ وقال (عليه السلام): اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وإِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ واشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ وقَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ ولَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وقِلَّةِ حِيلَتِهِ وبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ والْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ والتَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فِي مَضَرَّةٍ ورُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمَى ورُبَّ مُبْتَلًى مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ وقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ وقِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلاً ويَقِينَكُمْ شَكّاً إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا وإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ وضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ ورُبَّمَا شَرِقَ شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ وكُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ والأمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ والْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لا يَأْتِيهِ.
ــ وقال (عليه السلام): اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لامِعَةِ الْعُيُونِ عَلانِيَتِي وتُقَبِّحَ فِيمَا أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي مُحَافِظاً عَلَى رِثَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي وأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي تَقَرُّباً إِلَى عِبَادِكَ وتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): لا والَّذِي أَمْسَيْنَا مِنْهُ فِي غُبْرِ لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ تَكْشِرُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مَا كَانَ كَذَا وكَذَا.
ــ وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ.
ــ وقال (عليه السلام): إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ.
ــ وقال (عليه السلام): لَيْسَتِ الرَّوِيَّةُ كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الإبْصَارِ فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا ولا يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): بَيْنَكُمْ وبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ.
ــ وقال (عليه السلام): جَاهِلُكُمْ مُزْدَادٌ وعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ.
ــ وقال (عليه السلام): قَطَعَ الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ.
ــ وقال (عليه السلام): كُلُّ مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ الإنْظَارَ وكُلُّ مُؤَجَّلٍ يَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا قَالَ النَّاسُ لِشَيْءٍ طُوبَى لَهُ إِلا وقَدْ خَبَأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سَوْءٍ.
وسُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلا تَسْلُكُوهُ وبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلا تَلِجُوهُ وسِرُّ اللَّهِ فَلا تَتَكَلَّفُوهُ.
ــ وقال (عليه السلام): إِذَا أَرْذَلَ اللَّهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ.
ــ وقال (عليه السلام): كَانَ لِي فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّهِ وكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ وكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ فَلا يَشْتَهِي مَا لا يَجِدُ ولا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ وكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فَإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ ونَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ وكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَابٍ وصِلُّ وَادٍ لا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً وكَانَ لا يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَهُ وكَانَ لا يَشْكُو وَجَعاً إِلا عِنْدَ بُرْئِهِ وكَانَ يَقُولُ مَا يَفْعَلُ ولا يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ وكَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلامِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ وكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ وكَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى فَيُخَالِفُهُ فَعَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْخَلائِقِ فَالْزَمُوهَا وتَنَافَسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ.
ــ وقال (عليه السلام): لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ اللَّهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ لَكَانَ يَجِبُ أَلا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): وقَدْ عَزَّى الأشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ عَنِ ابْنٍ لَهُ.
يَا أَشْعَثُ إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ الرَّحِمُ وإِنْ تَصْبِرْ فَفِي اللَّهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ يَا أَشْعَثُ إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْجُورٌ وإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وأَنْتَ مَأْزُورٌ يَا أَشْعَثُ ابْنُكَ سَرَّكَ وهُوَ بَلاءٌ وفِتْنَةٌ وحَزَنَكَ وهُوَ ثَوَابٌ ورَحْمَةٌ.
ــ وقال (عليه السلام): عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) سَاعَةَ دَفْنِهِ.
إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلا عَنْكَ وإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلا عَلَيْكَ وإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ وإِنَّهُ قَبْلَكَ وبَعْدَكَ لَجَلَلٌ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَصْحَبِ الْمَائِقَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ ويَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ.
وقَدْ سُئِلَ عَنْ مَسَافَةِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ فَقَالَ (عليه السلام) مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاثَةٌ وأَعْدَاؤُكَ ثَلاثَةٌ فَأَصْدِقَاؤُكَ صَدِيقُكَ وصَدِيقُ صَدِيقِكَ وعَدُوُّ عَدُوِّكَ وأَعْدَاؤُكَ عَدُوُّكَ وعَدُوُّ صَدِيقِكَ وصَدِيقُ عَدُوِّكَ.
ــ وقال (عليه السلام): لِرَجُلٍ رَآهُ يَسْعَى عَلَى عَدُوٍّ لَهُ بِمَا فِيهِ إِضْرَارٌ بِنَفْسِهِ إِنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِيَقْتُلَ رِدْفَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الاعْتِبَارَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ ومَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظُلِمَ ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ مَنْ خَاصَمَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وأَسْأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.
وسُئِلَ (عليه السلام) كَيْفَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ فَقَالَ (عليه السلام) كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ فَقِيلَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ ولا يَرَوْنَهُ فَقَالَ (عليه السلام) كَمَا يَرْزُقُهُمْ ولا يَرَوْنَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ وكِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا يَنْطِقُ عَنْكَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا الْمُبْتَلَى الَّذِي قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلاءُ بِأَحْوَجَ إِلَى الدُّعَاءِ الَّذِي لا يَأْمَنُ الْبَلاءَ.
3ــ وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَبْنَاءُ الدُّنْيَا ولا يُلامُ الرَّجُلُ عَلَى حُبِّ أُمِّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ الْمِسْكِينَ رَسُولُ اللَّهِ فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اللَّهَ ومَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اللَّهَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا زَنَى غَيُورٌ قَطُّ.
ــ وقال (عليه السلام): كَفَى بِالأجَلِ حَارِساً.
ــ وقال (عليه السلام): يَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى الثُّكْلِ ولا يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ.
قال الرضي ومعنى ذلك أنه يصبر على قتل الأولاد ولا يصبر على سلب الأموال.
ــ وقال (عليه السلام): مَوَدَّةُ الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَيْنَ الأبْنَاءِ والْقَرَابَةُ إِلَى الْمَوَدَّةِ أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَى الْقَرَابَةِ.
ــ وقال (عليه السلام): اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
ــ وقال (عليه السلام): لا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وقَدْ كَانَ بَعَثَهُ إِلَى طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ لَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَصْرَةِ يُذَكِّرُهُمَا شَيْئاً مِمَّا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فِي مَعْنَاهُمَا فَلَوَى عَنْ ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي أُنْسِيتُ ذَلِكَ الأمْرَ فَقَالَ (عليه السلام) إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللَّهُ بِهَا بَيْضَاءَ لامِعَةً لا تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ.
قال الرضي يعني البرص فأصاب أنسا هذا الداء فيما بعد في وجهه فكان لا يرى إلا مبرقعا.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وإِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ وإِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ.
ــ وقال (عليه السلام): وفِي الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ.
ــ وقال (عليه السلام): رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لا يَدْفَعُهُ إِلا الشَّرُّ.
ــ وقال (عليه السلام): لِكَاتِبِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ أَلِقْ دَوَاتَكَ وأَطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِكَ وفَرِّجْ بَيْنَ السُّطُورِ وقَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الْخَطِّ.
ــ وقال (عليه السلام): أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ والْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ.
قال الرضي ومعنى ذلك أن المؤمنين يتبعونني والفجار يتبعون المال كما تتبع النحل يعسوبها وهو رئيسها.
وقَالَ لَهُ بَعْضُ الْيَهُودِ مَا دَفَنْتُمْ نَبِيَّكُمْ حَتَّى اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقَالَ (عليه السلام) لَهُ إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْهُ لا فِيهِ ولَكِنَّكُمْ مَا جَفَّتْ أَرْجُلُكُمْ مِنَ الْبَحْرِ حَتَّى قُلْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ.
وقِيلَ لَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَ الأقْرَانَ فَقَالَ (عليه السلام) مَا لَقِيتُ رَجُلاً إِلا أَعَانَنِي عَلَى نَفْسِهِ.
قال الرضي يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب.
ــ وقال (عليه السلام): لابْنِهِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفَقْرَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ فَإِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ لِلدِّينِ مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ دَاعِيَةٌ لِلْمَقْتِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ سَلْ تَفَقُّهاً ولا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ وإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ الْمُتَعَنِّتِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقْ رَأْيَهُ لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وأَرَى فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي.
ورُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) لَمَّا وَرَدَ الْكُوفَةَ قَادِماً مِنْ صِفِّينَ مَرَّ بِالشِّبَامِيِّينَ فَسَمِعَ بُكَاءَ النِّسَاءِ عَلَى قَتْلَى صِفِّينَ وخَرَجَ إِلَيْهِ حَرْبُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ وكَانَ مِنْ وُجُوهِ قَوْمِهِ فَقَالَ (عليه السلام) لَهُ أَ تَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أَسْمَعُ أَ لا تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا الرَّنِينِ وأَقْبَلَ حَرْبٌ يَمْشِي مَعَهُ وهُوَ (عليه السلام) رَاكِبٌ فَقَالَ (عليه السلام) ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ومَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ.
ــ وقال (عليه السلام): وقَدْ مَرَّ بِقَتْلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ بُؤْساً لَكُمْ لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ فَقِيلَ لَهُ مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ والأنْفُسُ الأمَّارَةُ بِالسُّوءِ غَرَّتْهُمْ بِالأمَانِيِّ وفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي ووَعَدَتْهُمُ الإظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ.
ــ وقال (عليه السلام): اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ.
ــ وقال (عليه السلام): لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
إِنَّ حُزْنَنَا عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ سُرُورِهِمْ بِهِ إِلا أَنَّهُمْ نَقَصُوا بَغِيضاً ونَقَصْنَا حَبِيباً.
ــ وقال (عليه السلام): الْعُمُرُ الَّذِي أَعْذَرَ اللَّهُ فِيهِ إِلَى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً.
ــ وقال (عليه السلام): مَا ظَفِرَ مَنْ ظَفِرَ الإثْمُ بِهِ والْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الأغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلا بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ واللَّهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): الاسْتِغْنَاءُ عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَقَلُّ مَا يَلْزَمُكُمْ لِلَّهِ أَلا تَسْتَعِينُوا بِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِيمَةَ الأكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ الْعَجَزَةِ.
ــ وقال (عليه السلام): السُّلْطَانُ وَزَعَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): فِي صِفَةِ الْمُؤْمِنِ الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وحُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً وأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ ويَشْنَأُ السُّمْعَةَ طَوِيلٌ غَمُّهُ بَعِيدٌ هَمُّهُ كَثِيرٌ صَمْتُهُ مَشْغُولٌ وَقْتُهُ شَكُورٌ صَبُورٌ مَغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ وهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ.
ــ وقال (عليه السلام): لَوْ رَأَى الْعَبْدُ الأجَلَ ومَصِيرَهُ لَأَبْغَضَ الأمَلَ وغُرُورَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): لِكُلِّ امْرِئٍ فِي مَالِهِ شَرِيكَانِ الْوَارِثُ والْحَوَادِثُ.
ــ وقال (عليه السلام): الْمَسْئُولُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ.
ــ وقال (عليه السلام): الدَّاعِي بِلا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلا وَتَرٍ.
ــ وقال (عليه السلام): الْعِلْمُ عِلْمَانِ مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ ولا يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ.
ــ وقال (عليه السلام): صَوَابُ الرَّأْيِ بِالدُّوَلِ يُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا ويَذْهَبُ بِذَهَابِهَا.
ــ وقال (عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ والشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى.
ــ وقال (عليه السلام): يَوْمُ الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُومِ.
ــ وقال (عليه السلام): الْغِنَى الأكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.
ــ وقال (عليه السلام): الأقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ والسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ وكُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ والنَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ ومُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً يَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْيِهِ الرِّضَى والسُّخْطُ ويَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ وتَسْتَحِيلُهُ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَعَاشِرَ النَّاسِ اتَّقُوا اللَّهَ فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لا يَبْلُغُهُ وبَانٍ مَا لا يَسْكُنُهُ وجَامِعٍ مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ ولَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ ومِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ أَصَابَهُ حَرَاماً واحْتَمَلَ بِهِ آثَاماً فَبَاءَ بِوِزْرِهِ وقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ آسِفاً لاهِفاً قَدْ خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ.
ــ وقال (عليه السلام): مِنَ الْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ الْمَعَاصِي.
ــ وقال (عليه السلام): مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُهُ السُّؤَالُ فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ.
ــ وقال (عليه السلام): الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الاسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ والتَّقْصِيرُ عَنِ الاسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ.
ــ وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ ومَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اللَّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ ومَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ ومَنْ كَابَدَ الأمُورَ عَطِبَ ومَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ ومَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ ومَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ ومَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ ومَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ ومَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ ومَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ ومَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ الأحْمَقُ بِعَيْنِهِ والْقَنَاعَةُ مَالٌ لا يَنْفَدُ ومَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ ومَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ومَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ ويُظَاهِرُ الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ.
ــ وقال (عليه السلام): عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ وعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلاءِ يَكُونُ الرَّخَاءُ.
ــ وقال (عليه السلام): لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لا تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ ووَلَدِكَ فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ ووَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ وإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ فَمَا هَمُّكَ وشُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ.
وهَنَّأَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ رَجُلاً بِغُلامٍ وُلِدَ لَهُ فَقَالَ لَهُ لِيَهْنِئْكَ الْفَارِسُ فَقَالَ (عليه السلام) لا تَقُلْ ذَلِكَ ولَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ الْوَاهِبَ وبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ وبَلَغَ أَشُدَّهُ ورُزِقْتَ بِرَّهُ.
وبَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ بِنَاءً فَخْماً فَقَالَ (عليه السلام) أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنَّ الْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ الْغِنَى.
وقِيلَ لَهُ (عليه السلام) لَوْ سُدَّ عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتِهِ وتُرِكَ فِيهِ مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيهِ رِزْقُهُ فَقَالَ (عليه السلام) مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ.
وعَزَّى قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ (عليه السلام) إِنَّ هَذَا الأمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ ولا إِلَيْكُمُ انْتَهَى وقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هَذَا يُسَافِرُ فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وإِلا قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ.
ــ وقال (عليه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ لِيَرَكُمُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً ومَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً.
ــ وقال (عليه السلام): يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ أَقْصِرُوا فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ عَلَى الدُّنْيَا لا يَرُوعُهُ مِنْهَا إِلا صَرِيفُ أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ أَيُّهَا النَّاسُ تَوَلَّوْا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا واعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ عَادَاتِهَا.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً.
ــ وقال (عليه السلام): إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاةِ عَلَى رَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله) ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا ويَمْنَعَ الأخْرَى.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ.
ــ وقال (عليه السلام): مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الإمْكَانِ والأنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَسْأَلْ عَمَّا لا يَكُونُ فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ.
ــ وقال (عليه السلام): الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ والاعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وكَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ والْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وإِلا ارْتَحَلَ عَنْهُ.
ــ وقال (عليه السلام): يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا وبُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا حُكِمَ عَلَى مُكْثِرٍ مِنْهَا بِالْفَاقَةِ وأُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً ومَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ هَمٌّ يَشْغَلُهُ وغَمٌّ يَحْزُنُهُ كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ وعَلَى الإخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ وإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الاعْتِبَارِ ويَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الاضْطِرَارِ ويَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ والإبْغَاضِ إِنْ قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى وإِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ هَذَا ولَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ والْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ وحِيَاشَةً لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلا رَسْمُهُ ومِنَ الإسْلامِ إِلا اسْمُهُ ومَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى سُكَّانُهَا وعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الأرْضِ مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا ويَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ وقَدْ فَعَلَ ونَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ.
ورُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) قَلَّمَا اعْتَدَلَ بِهِ الْمِنْبَرُ إِلا قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ ولا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ ومَا دُنْيَاهُ الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَفٍ مِنَ الآخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ ومَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِهِ كَالآخَرِ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الإسْلامِ ولا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى ولا مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ ولا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ ولا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ ولا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وتَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ والرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ وَ مَطِيَّةُ التَّعَبِ والْحِرْصُ والْكِبْرُ والْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ والشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنْصَارِيِّ يَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّينِ والدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ وجَاهِلٍ لا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وجَوَادٍ لا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وفَقِيرٍ لا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ والْبَقَاءِ ومَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ والْفَنَاءِ.
ورَوَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيهِ وكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ فِيمَا كَانَ يَحُضُّ بِهِ النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيّاً رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ فِي الصَّالِحِينَ وأَثَابَهُ ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ والصِّدِّيقِينَ يَقُولُ يَوْمَ لَقِينَا أَهْلَ الشَّامِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ ومُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ ومَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ ومَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الْهُدَى وقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ونَوَّرَ فِي قَلْبِهِ الْيَقِينُ.
وفِي كَلامٍ آخَرَ لَهُ يَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِيَدِهِ ولِسَانِهِ وقَلْبِهِ فَذَلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ والتَّارِكُ بِيَدِهِ فَذَلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ومُضَيِّعٌ خَصْلَةً ومِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ والتَّارِكُ بِيَدِهِ ولِسَانِهِ فَذَلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ مِنَ الثَّلاثِ وتَمَسَّكَ بِوَاحِدَةٍ ومِنْهُمْ تَارِكٌ لإنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ ويَدِهِ فَذَلِكَ مَيِّتُ الأحْيَاءِ ومَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عِنْدَ الأمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ إِلا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ وإِنَّ الأمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ ولا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ وأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ.
وعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً ولَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ وأَسْفَلُهُ أَعْلاهُ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ وإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِهِ الأمَّةِ عَذَابَ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ولا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ الأمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ وهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ.
ــ وقال (عليه السلام): يَا ابْنَ آدَمَ الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ فَلا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى مَا فِيهِ فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ وإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيمَا لَيْسَ لَكَ ولَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ ولَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ ولَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ.
قال الرضي وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم من هذا الباب إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح فلذلك كررناه على القاعدة المقررة في أول الكتاب.
ــ وقال (عليه السلام): رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ ومَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): الْكَلامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وجَلَبَتْ نِقْمَةً.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَقُلْ مَا لا تَعْلَمُ بَلْ لا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَ قَالَ (عليه السلام) احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ ويَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ وإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنْهَا جَهْلٌ والتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ والطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الاخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ.
ــ وقال (عليه السلام): مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ لا يُعْصَى إِلا فِيهَا ولا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلا بِتَرْكِهَا.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ وكُلُّ بَلاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ.
ــ وقال (عليه السلام): أَلا وإِنَّ مِنَ الْبَلاءِ الْفَاقَةَ وأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ أَلا وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ آبَائِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ وسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ ويَجْمُلُ ولَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلا فِي ثَلاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
ــ وقال (عليه السلام): ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا ولا تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ.
ــ وقال (عليه السلام): تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ وتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ.
ــ وقال (عليه السلام): رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ.
ــ وقال (عليه السلام): كُلُّ مُقْتَصَرٍ عَلَيْهِ كَافٍ.
ــ وقال (عليه السلام): الْمَنِيَّةُ ولا الدَّنِيَّةُ والتَّقَلُّلُ ولا التَّوَسُّلُ ومَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً والدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ ويَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلا تَبْطَرْ وإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ.
ــ وقال (عليه السلام): نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ عَطِرٌ رِيحُهُ.
ــ وقال (عليه السلام): ضَعْ فَخْرَكَ واحْطُطْ كِبْرَكَ واذْكُرْ قَبْرَكَ.
ــ وقال (عليه السلام): إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً وإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ ويُحَسِّنَ أَدَبَهُ ويُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْعَيْنُ حَقٌّ والرُّقَى حَقٌّ والسِّحْرُ حَقٌّ والْفَأْلُ حَقٌّ والطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ والْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ والطِّيبُ نُشْرَةٌ والْعَسَلُ نُشْرَةٌ والرُّكُوبُ نُشْرَةٌ والنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ.
ــ وقال (عليه السلام): مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ.
ــ وقال (عليه السلام): لِبَعْضِ مُخَاطِبِيهِ وقَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُهُ عَنْ قَوْلِ مِثْلِهَا لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وهَدَرْتَ سَقْباً.
قال الرضي والشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى ويستحصف والسقب الصغير من الإبل ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ.
ــ وقال (عليه السلام): وقَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنَّا لا نَمْلِكُ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً ولا نَمْلِكُ إِلا مَا مَلَّكَنَا فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّفَنَا ومَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا.
ــ وقال (عليه السلام): لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وقَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلاماً دَعْهُ يَا عَمَّارُ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا وعَلَى عَمْدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الأغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ وأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الأغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ امْرَأً عَقْلاً إِلا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً مَا.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.
ــ وقال (عليه السلام): الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ.
ــ وقال (عليه السلام): التُّقَى رَئِيسُ الأخْلاقِ.
ــ وقال (عليه السلام): لا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ وبَلاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ.
ــ وقال (عليه السلام): كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُهُ مِنْ غَيْرِكَ.
ــ وقال (عليه السلام): مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الأحْرَارِ وإِلا سَلا سُلُوَّ الأغْمَارِ.
وفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ (عليه السلام) قَالَ لِلأشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مُعَزِّياً عَنِ ابْنٍ لَهُ.
إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الأكَارِمِ وإِلا سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ.
ــ وقال (عليه السلام): فِي صِفَةِ الدُّنْيَا تَغُرُّ وتَضُرُّ وتَمُرُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لأَوْلِيَائِهِ ولا عِقَاباً لأَعْدَائِهِ وإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا.
وقَالَ لابْنِهِ الْحَسَنِ (عليه السلام) لا تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ تَخَلِّفُهُ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ قَالَ الرَّضِيُّ ويُرْوَى هَذَا الْكَلامُ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ وهُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ وهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ وإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ رَجُلٍ عَمِلَ فِيمَا جَمَعْتَهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ أَهْلاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ ولا أَنْ تَحْمِلَ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللَّهِ ولِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللَّهِ.
ــ وقال (عليه السلام): لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَ تَدْرِي مَا الاسْتِغْفَارُ الاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ وهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى والثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً والثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ والرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا والْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالأحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ ويَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ والسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاوَةَ الْمَعْصِيَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
ــ وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ عَشِيرَةٌ.
ــ وقال (عليه الس
مواضيع مماثلة
» من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ( الجزء الثالث )
» من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ( الجزء الأول )
» من علم أمير المؤمنين عليه السلام / جواب الإمام علي عليه السلام في سؤال عن المال
» القرآن الكريم بوصف وارشادات أمير المؤمنين الإمام علي (ع) الجزء الثاني
» قطرات من بحر فضائل الإمام علي عليه السلام (الجزء الثاني)
» من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ( الجزء الأول )
» من علم أمير المؤمنين عليه السلام / جواب الإمام علي عليه السلام في سؤال عن المال
» القرآن الكريم بوصف وارشادات أمير المؤمنين الإمام علي (ع) الجزء الثاني
» قطرات من بحر فضائل الإمام علي عليه السلام (الجزء الثاني)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى