منتديات الشباب العراقي والعربي
اهلا وسهلا بزوارنا الكرام لقد شرفتم منتدانا بزيارتكم , حللتم اهلا ووطأتم سهلا
اعزائي الزوار يمكنكم التسجيل لتسفيدوا من مواضيع المنتدى
فأهلا وسهلا بكم ضمن عائلة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشباب العراقي والعربي
اهلا وسهلا بزوارنا الكرام لقد شرفتم منتدانا بزيارتكم , حللتم اهلا ووطأتم سهلا
اعزائي الزوار يمكنكم التسجيل لتسفيدوا من مواضيع المنتدى
فأهلا وسهلا بكم ضمن عائلة المنتدى
منتديات الشباب العراقي والعربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الآثار البنّاءة لإنتظار المهدي (عج) في المجتمعات الإسلامية

اذهب الى الأسفل

الآثار البنّاءة لإنتظار المهدي (عج) في المجتمعات الإسلامية  Empty الآثار البنّاءة لإنتظار المهدي (عج) في المجتمعات الإسلامية

مُساهمة  عابر سبيل الإثنين يوليو 16, 2012 9:47 pm



بقلم:الأستاذ مصطفى آل سلاط

إن جميع من في العالم يعلم أن هناك مُصلح سيظهر ويملأ الأرض عدلاً بعدما يعج بهذا العالم الفساد والجور والظلم , وقد سألني بعض الإخوان هل هناك آثار من انتظار القائم (عج) ؟ فأجبته بالذي أعرفه من آثار الانتظار بالرغم من المعرفة القليلة التي أملكها , وأحببتُ أن تعم الفائدة جميع من ينتظر ظهور القائم (عج) .
أحوال الانتظار في المجتمعات الإسلامية
هل الإيمان بظهور الإمام المهدي عليه السلام يجعل الإنسان عارفاً الوهم من الخيال ثم ليستسلم لجميع الظروف , أو هو نوع من الدعوة إلى النهوض وبناء الإنسان والمجتمع ؟!
هل يدعو إلى التحرك أم إلى الركود ؟
هل يبعث في الإنسان روح المسؤولية أم هو مدعاة للفرار منها ؟
وأخيراً : أهو مُخدّر أم موقظ ؟
إلا أنه قبل أن نوضح الإجابة على هذه الأسئلة لا بد من الالتفات إلى هذه الملاحظة وهي أن أسمى المفاهيم وأكرم الدساتير متى ما وقعت في أيدي أُناس جهلة أو غير جديرين بها , فمن الممكن أن تُمسخ بسوء استفادتهم فتكون النتيجة خلافاً للهدف الأصلي تماماً وتتعاكس في المسار , ومثل هذا واقع بكثرة , وأن مسألة انتظار الإمام المهدي (عج) من هذه المسائل أيضاً.
ومن أجل تحاشي الأخطاء ينبغي أن ننهل الماء من معينه العذب , أي علينا أن نراجع الروايات, وأن نفهم الانتظار حتى نطلع على الهدف الأصلي منها.
1. سأل بعضهم الإمام الصادق عليه السلام ما تقول في رجل موال للأئمة (ع) وينتظر ظهور حكومة الحق ثم يموت وهو على هذه الحال ؟! فقال الإمام عليه السلام: هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه ثم سكت هنيئة ثم قال : هو كمن كان مع رسول الله (ص).
وهذا المضمون نفسه ورد في روايات متعددة بتعابير مختلفة :
2. إذ جاء في بعضها : بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله.
3. وفي بعضها : كمن قارع مع رسول الله بسيفه.
4. وفي بعضها : بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص).
5. وفي بعضها : بمنزلة من كان قاعداً تحت لواء القائم (عج).
6. وفي بعضها : بمنزلة من اُستشهد مع رسول الله (ص).
فهذه التشبيهات السبعة في الروايات الست المذكورة , في شأن المهدي عليه السلام ,تبين هذه الواقعية وهي أن هناك علاقة وارتباط بين مسألة الانتظار من جانب , وجهاد العدو في أشد أشكاله من جانب آخر.
كما ورد في روايات متعددة أن انتظار مثل هذه الحكومة الحقة من أفضل العبادات , وهذا المضمون ورد في بعضأحاديث النبي (ص) وكلام الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام .
فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل ) , وقال أيضاً: ( أفضل العبادة انتظار الفرج ).
وهذان الحديثان يشيران إلى انتظار الفرج , سواء الفرج بمفهومه الواسع العام أو بمفهومه الخاص أي انتظار ظهور الإمام عليه السلامويبينان أهمية الانتظار بجلاء أيضاً. ومثل هذه التعابير تعني أن الانتظار معناه الثورة المقرونة بالتهيؤ للجهاد , فلا بد أن نتصور هذا المعنى لنفهم المراد من الانتظار , ثم نحصل على النتيجة المطلوبة.
مفهوم الانتظار
الانتظار : يطلق عادة على من يكون في حالة غير مريحة وهو يسعى لإيجاد وضع أحسن.
فمثلاً المريض ينتظر الشفاء من سقمه , والأب ينتظر عودة ولده من السفر , فهما أي المريض والأب مشفقان , هذا من مرضه وذاك من غياب ولده , فينتظران الحال الأحسن ويسعيان من أجل ذلك بما في وسعهما.
فبناءً على ذلك , فإن مسألة انتظار حكومةالإمام المهدي (عج) ,مركبة في الواقع من أمرين: الأمر الأول هو الإحساس بغرابة الوضع الذي يعانيه المُنتظِر , والأمر الثاني هو طلب الحال الأحسن.
وإذا قُدّر لهذين الأمرين أن يحلا في روح الإنسان فإنهما يكونان مدعاة لنوعين من الأعمال وهما :
1. ترك كل شكل من أشكال التعاون مع أسباب الظلم والفساد , بل عليه أن يقاومهما .
2. بناء الشخصية والتحرك الذاتي وتهيئة الاستعدادات الجسمية والروحية والمادية والمعنوية لظهور تلك الحكومة الإنسانية .

ومع الالتفات إلى مفهوم الانتظار , ندرك بصورة جيدة معنى الروايات الواردة في ثواب المُنتظرين وعاقبة أمرهم , وعندها نعرف لم سمّت الروايات المنتظرين بأنهم بمنزلة من كان مع القائم تحت فسطاطه (عج) أو أنهم تحت لوائه .... إلخ .
تُرى أليست التعابير تشير إلى المراحل المختلفة ودرجات الجهاد في سبيل الحق والعدل التي تتناسب ومقدار الاستعداد ودرجة انتظار الناس ؟
كما أن ميزان التضحية ومعيارها ليس في درجة واحدة , إذا أردنا أن نزن تضحية المجاهدين في سبيل الله ودرجاتهم وآثار تضحياتهم , فكذلك الانتظار وبناء الشخصية والاستعداد كل ذلك ليس في درجة واحدة , فكل منهما جهاد وكل منهما استعداد وتهيؤ لبناء الذات , فمن هو تحت خيمة القائد وفي فسطاطه يعني في مركز القيادة وعند آمرية الحكومة الإسلامية , فلا يمكن أن يكون إنساناً غافلاً جاهلاً فذلك المكان ليس مكاناً لكل أحد وإنما هو مكان من يستحقه بجدارة .
فكذلك الأمر عندما يقاتل المقاتل بين يدي القائد, فعليه أن يكون مستعداً بشكل كامل روحياً وفكرياً وقتالياً. لاحظ التوضيح التالي :
إذا كنتُ ظالماً مجرماً فكيف يتسنى لي أن انتظر مَن سيفه متعطش لدماء الظالمين ؟!
وإذا كنتُ ملوّثاً غير نقي فكيف انتظر ثورة تحرق لهبها الملوّثين ؟!
والجيش الذي ينتظر الجهاد الكبير يقوم برفع معنويات جنوده ويلهمهم روح الثورة , ويصلح نقاط الضعف فيهم إن وجدت , لأن كيفية الانتظار تتناسب دائماً مع الهدف الذي نحن في انتظاره.
دعونا نتصور كيف يكون انتظارظهور الإمام uوكيف نكون في انتظار ثورة وتغيير وتحول واسع لم يشهد تاريخ الإنسانية مثيلاً له ؟ الثورة التي ليست كسائر الثورات السابقة , إذ هي غير محدودة بمنطقة ما , بل هي عامة وللجميع وتشمل جميع شؤون الحياة والناس , فهي ثورة سياسية , ثقافية , اقتصادية , أخلاقية.
الحكمة الأولى : بناء الشخصية الفردية
إن بناء الشخصية بحاجة إلى عناصر معدّة ذات قيم إنسانية , ليمكن للفرد أن يتحمل العبء الثقيل الإصلاحي , وهذا الأمر بحاجة إلى الارتقاء الفكري والعلمي والاستعداد الروحي لتطبيق ذلك المنهج العظيم , فالتحجر وضيق النظر والحسد والاختلافات الصبيانية وكل نفاق عام أو تفرقة لا تنسجم مع مكانة المنتظرين الواقعيين.
أن المنتظر الواقعي لا يمكنه أن يقف موقف المتفرج مما أشرنا إليه , بل لا بد أن يقف في صف الثائرين المصلحين , فالإيمان بالنتائج وما يؤول إليه هذا التحول لا يسمح له أبداً أن يكون في صف المتقاعسين بل يكون في صف المخلصين المصلحين ويكون عمله خالصاً وروحه أكثر نقاءً وأن يكون شهماً عارفاً معرفةً كافية بالأمور.
فإذا كنتُ فاسداً معوجّاً فكيف يمكنني أن انتظر نظاماً لا مكان فيه للفاسدين ؟! أليس مثل هذا الانتظار كافياً لأن أُطهر نفسي وفكري وأغسل جسمي وروحي من التلوث ؟
إن انتظار الإمام (عج) معناه الاستعداد الكامل فكرياً وأخلاقياً ومادياً ومعنوياً , الاستعداد لإصلاح العالم كله , فتصوروا أن مثل هذا الاستعداد كم يكون بنّاءً ؟
فإصلاح المعمورة كلها وإنهاء الظلم والفساد ليس عملاً بسيطاً , ولا هو بالمزاح أو الهزل بل الاستعداد لمثل هذا الهدف الكبير ينبغي أن يتناسب معه وأن يكون بسعته وعمقه , فلا بد من وجود رجال كبار مصممين ذوي إرادة أقوياء لا ينكصون ولا ينهزمون أبداً , ذوي نظرة واسعة واستعداد تام وتفكير عميق , حتى تتحقق مثل هذه الثورة الإصلاحية العالمية , وبناء الشخصية لمثل هذا الهدف يستلزم الارتباط بأشد المناهج الأخلاقية والفكرية والاجتماعية أصالة وعمقاً .
الحكمة الثانية : التعاون الاجتماعي
إن المنتظرين بحق في الوقت الذي ينبغي عليهم أن يهتموا ببناء شخصيتهم عليهم أن يراقبوا أحوال الآخرين , وأن يجدّوا في إصلاحهم جدّهم في إصلاح ذاتهم لأن المنهج العظيم الذي ينتظرونه ليس منهجاً فردياً , بل هو منهج ينبغي أن تشترك فيه جميع العناصر , وأن يكون العمل جماعياً عاماً, وأن تتسق المساعي والجهود بشكل يتناسب وتلك الثورة العالمية هم في انتظارها.
ففي ساحة معركة واسعة يقاتل فيها مجموعة جنباً إلى جنب , لا يمكن لأحد منهم أن يغفل عن الآخرين , بل عليه أن يشد أزرهم وأن يسد الثغرة ويصلح نقطة الضعف إن وجدت ويرمم المواضع المتداعية ويدعم ما ضعف منها , لأنه لا يمكن تطبيق مثل هذا المنهج دون مساهمة جماعية نشيطة فعّالة متسقة متناسقة.
فبناءً على ذلك فالمنتظرون بحق عليهم أن يصلحوا حال الآخرين بالإضافة إلى إصلاح حالهم , فهذا هو الأثر الآخر البنّاء الذي يورثه الانتظار لقيام الإمام (عج) وهذه حكمة الفضائل الني ينالها المنتظرون.
الحكمة الثالثة : المنتظرون لا يذوبون في المحيط الفاسد
إن الأثر المهم الآخر للانتظار هو عدم ذوبان المنتظرين في المحيط الفاسد , وعدم الانقياد وراء المغريات والتلوث بها أبداً.
إنه حين يعم الفساد المجتمع أو تكون الأغلبية الساحقة منه فاسدة , فقد يقع الإنسان النقي الطاهر في مأزق نفسي أو في طريق مسدود لليأس من الإصلاحات التي يتوخاها , وربما يتصور المنتظرون أنه لا مجال للإصلاح وأن السعي والجد من أجل البقاء على النقاء والطهارة وعدم التلوث كل ذلك لا طائل تحته , أو لا جدوى منه فهذا اليأس أو الفشل قد يجر الإنسان نحو الفساد والاصطباغ بصبغة المجتمع الفاسد , فلا يستطيع المنتظرون عندئذ أن يحافظوا على أنفسهم باعتبارهم أقلية صالحة بين أكثرية طالحة , وأنهم سيفتضحون إن أصروا على مواصلة طريقهم وينكشفون لأنهم ليسوا على شاكلة الجماعة.
والشيء الوحيد الذي ينعش فيهم الأمل ويدعوهم إلى المقاومة والتجلد وعدم الذوبان والانحلال في المحيط الفاسد , هو رجاؤهم بالإصلاح النهائي فهم في هذه الحال لا يسأمون عن الجد والمثابرة بل يواصلون طريقهم في سبيل المحافظة على الذات وحفظ الآخرين وإصلاحهم أيضاً.
ومن هنا يمكننا أن نعتبر أن الأمل عامل تربوي مهم ومؤثر في المنحرفين أو الفاسدين , كما أن الصالحين لا يستطيعون أن يواصلوا مسيرهم في المحيط الفاسد إذا لم يكن لهم أمل بالانتصار على المفاسد.
والنتيجة أن معنى انتظار ظهورالإمام المهدي (عج) هو أن الدنيا مهما مالت نحو الفساد أكثر كان الأمل بالظهور أكثر , والانتظار يكون له أثر نفسي كبير , فيضمن للنفوس القوة في مواجهة الأمواج والتيارات الشديدة كيلا يجرفها الفساد , فهم ليسوا أربط جأشاً فحسب بل على قول الشاعر :
عندما يأزف ميعاد الوصال فلظى العشاق في أي اشتغال
إذن فهم يسعون أكثر للوصول إلى الهدف المنشود , وتنشد همتهم لمواجهة الفساد ومكافحته بشوق لا مزيد عليه.
إن تحقق هذه الثورة الإصلاحية بدون إيمان مستحكم يقضي على كل أنواع الضعف والتحلل وبدون عمل صالح يفتح الطريق لإصلاح العالم , فإن هذا التحقق مستبعد جداً , والطالبون لهذا التحقق عليهم أن يزدادوا إيماناً ومعرفة , وأن يجدوا في العمل الصالح وإصلاح ذاتهم , وهؤلاء هم طليعة الحكومة وأملها المشرق , لا من ركن إلى الظلم والجور , وليس المنتظر لتلك الحكومة الأشخاص ضعاف الهمة والجبناء الذين يخافون حتى من ظلهم ولا البطّالون الساكتون عن الحق في محيطهم الفاسد , هذا هو الأثر الأخير البنّاء لانتظار قيام الإمام المهدي (عج) في المجتم
ع الإسلامي.

عابر سبيل
عابر سبيل
المدير العام للمنتديات
المدير العام للمنتديات

ذكر السرطان عدد المساهمات : 672
النقاط : 1979
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 27/05/2011
الموقع : المدير العام

https://iraq-arabgroup.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى