سلوني قبل ان تفقدوني خطبه للامام علي (عليه السلام )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سلوني قبل ان تفقدوني خطبه للامام علي (عليه السلام )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما جلس علي (ع) في الخلافة وبايعه الناس ، خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول الله (ص) ، لابساً بردة رسول الله ، متنعّلاً نعل رسول الله ، متقلّداً سيف رسول الله ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكناً ، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال :
يا معاشر الناس !.. سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سَفَط العلم ، هذا لعاب رسول الله (ص) ، هذا ما زقّني رسول الله (ص) زقّاً زقّاً ، سلوني فإنّ عندي علم الأولين والآخرين ، أما والله لو ثُنّيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول :
صدق علي ّما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا ، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما نزل فيه ؟.. ولولا آية في كتاب الله عزّ وجلّ ، لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائنٌ إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن أية آية في ليل أُنزلت أوفي نهار أُنزلت ، مكيّها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم ، فقام إليه رجلٌ يُقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان ، بليغا في الخطب ، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاةً صعبة ، لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه ، فقال : يا أمير المؤمنين !.. هل رأيت ربك ؟.. فقال : ويلك يا ذعلب !..لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره ، قال : فكيف رأيته ؟.. صفه لنا .. قال (ع) :
ويلك !.. لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، ويلك يا ذغلب !.. إنّ ربي لا يُوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بقيام قيام انتصاب ، ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيفُ اللطافة لا يُوصف باللطف ، عظيمُ العظمة لا يوصف بالعظم ، كبيرُ الكبرياء لا يُوصف بالكبر ، جليلُ الجلالة لا يُوصف بالغلظ ، رؤوفُ الرحمة لا يُوصف بالرقّة ، مؤمنٌ لا بعبادة ، مُدركٌ لا بمجسّة ، قائلٌ لا بلفظ ، هو في الأشياء على غير ممازجة ، خارجٌ منها على غير مباينة ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام ، داخلٌ في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء خارج ، فخرّ ذعلب مغشياً عليه فقال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدتُ إلى مثلها ....
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام إليه رجلٌ من أقصى المسجد متوكّياً على عكازة ، فلم يزل يتخطّى الناس حتى دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين !.. دلّني على عمل إذا أنا عملته نجّاني الله من النار . فقال له : اسمع يا هذا !.. ثم افهم ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ ، و بفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله ، إنّ الدار قد رجعت إلى بدئها ، أي إلى الكفر بعد الإيمان.
أيها السائل !.. فلا تغترّن بكثرة المساجد ، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّى ، أيها الناس !.. إنما الناس ثلاثة : زاهدٌ ، وراغبٌ ، وصابرٌ ، فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه ، لماَ يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حلٍّ أصابها أم من حرام ..
قال : يا أمير المؤمنين !.. فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟.. قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولاّه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا ، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين !.. ثم غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبّسم علي (ع) على المنبر ثم قال : ما لكم ؟..هذا أخي الخضر (ع) ....
المصدر /بحار الأنوار
وصلى الله على محمد وآل محمد
اسالكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما جلس علي (ع) في الخلافة وبايعه الناس ، خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول الله (ص) ، لابساً بردة رسول الله ، متنعّلاً نعل رسول الله ، متقلّداً سيف رسول الله ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكناً ، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال :
يا معاشر الناس !.. سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سَفَط العلم ، هذا لعاب رسول الله (ص) ، هذا ما زقّني رسول الله (ص) زقّاً زقّاً ، سلوني فإنّ عندي علم الأولين والآخرين ، أما والله لو ثُنّيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول : صدق عليٌّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول :
صدق علي ّما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا ، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما نزل فيه ؟.. ولولا آية في كتاب الله عزّ وجلّ ، لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائنٌ إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن أية آية في ليل أُنزلت أوفي نهار أُنزلت ، مكيّها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم ، فقام إليه رجلٌ يُقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان ، بليغا في الخطب ، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاةً صعبة ، لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه ، فقال : يا أمير المؤمنين !.. هل رأيت ربك ؟.. فقال : ويلك يا ذعلب !..لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره ، قال : فكيف رأيته ؟.. صفه لنا .. قال (ع) :
ويلك !.. لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، ويلك يا ذغلب !.. إنّ ربي لا يُوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بقيام قيام انتصاب ، ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيفُ اللطافة لا يُوصف باللطف ، عظيمُ العظمة لا يوصف بالعظم ، كبيرُ الكبرياء لا يُوصف بالكبر ، جليلُ الجلالة لا يُوصف بالغلظ ، رؤوفُ الرحمة لا يُوصف بالرقّة ، مؤمنٌ لا بعبادة ، مُدركٌ لا بمجسّة ، قائلٌ لا بلفظ ، هو في الأشياء على غير ممازجة ، خارجٌ منها على غير مباينة ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام ، داخلٌ في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء خارج ، فخرّ ذعلب مغشياً عليه فقال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدتُ إلى مثلها ....
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام إليه رجلٌ من أقصى المسجد متوكّياً على عكازة ، فلم يزل يتخطّى الناس حتى دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين !.. دلّني على عمل إذا أنا عملته نجّاني الله من النار . فقال له : اسمع يا هذا !.. ثم افهم ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ ، و بفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله ، إنّ الدار قد رجعت إلى بدئها ، أي إلى الكفر بعد الإيمان.
أيها السائل !.. فلا تغترّن بكثرة المساجد ، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّى ، أيها الناس !.. إنما الناس ثلاثة : زاهدٌ ، وراغبٌ ، وصابرٌ ، فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه ، لماَ يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حلٍّ أصابها أم من حرام ..
قال : يا أمير المؤمنين !.. فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟.. قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولاّه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا ، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين !.. ثم غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبّسم علي (ع) على المنبر ثم قال : ما لكم ؟..هذا أخي الخضر (ع) ....
المصدر /بحار الأنوار
وصلى الله على محمد وآل محمد
اسالكم الدعاء
رد: سلوني قبل ان تفقدوني خطبه للامام علي (عليه السلام )
بارك الله انفاسك العطرة اخي الكريم على كل ماتقدمه لنا
من معلوماتية جمة جعلها الله في ميزان حسناتكم وتقبل الله
اعمالكم وحشركم مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
همسة آنين- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 60
النقاط : 100
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 06/06/2011
رد: سلوني قبل ان تفقدوني خطبه للامام علي (عليه السلام )
الله يبارك بعمرك اختي الكريمة همسة أنين
وشكرا لك على مرورك ودعوتك الكريمة
وفقنا الله واياكم لكل خير بحق محمد وآل محمد
وشكرا لك على مرورك ودعوتك الكريمة
وفقنا الله واياكم لكل خير بحق محمد وآل محمد
مواضيع مماثلة
» تحميل كتاب سلوني قبل ان تفقدوني للأمام علي عليه السلام هدية لكم من منتدانا
» موعظه لإمير المؤمنين عليه السلام من احدى خطبه عن الموت
» كل حرف من حروف الهجاء مسخر للامام علي عليه السلام
» تحميل كتاب عجائب الاسرار للامام علي عليه السلام عن علامات اخر الزمان
» من علم أمير المؤمنين عليه السلام / جواب الإمام علي عليه السلام في سؤال عن المال
» موعظه لإمير المؤمنين عليه السلام من احدى خطبه عن الموت
» كل حرف من حروف الهجاء مسخر للامام علي عليه السلام
» تحميل كتاب عجائب الاسرار للامام علي عليه السلام عن علامات اخر الزمان
» من علم أمير المؤمنين عليه السلام / جواب الإمام علي عليه السلام في سؤال عن المال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى