(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ..
صفحة 1 من اصل 1
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ 104 )
1- قال الإمام العسكري (عليه السلام): «قال موسى بن جعفر (عليهما السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والأنصار، وكثرت عليه المسائل، وكانوا يخاطبونه بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق به، وذلك أن الله تعالى كان قال لهم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)[53].
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهم رحيما، وعليهم عطوفا، وفي إزالة الآثام عنهم مجتهدا، حتى أنه كان ينظر إلى كل من كان يخاطبه فيعمد[54] على أن يكون صوته (صلى الله عليه وآله) مرتفعا على صوته، ليزيل عنه ما توعده الله به من إحباط أعماله، حتى أن رجلا أعرابيا ناداه يوما وهو خلف حائط بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه بأرفع منصوته، يريد أن لا يأثم الأعرابي بارتفاع صوته.
فقال له الأعرابي: أخبرني عن التوبة إلى متى تقبل؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أخا العرب، إن بابها مفتوح لابن آدم، لا ينسد حتى تطلع الشمس من مغربها وذلك قوله عز وجل: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) وهو طلوع الشمس من مغربها (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْرا)[55].
وقال موسى بن جعفر (عليهما السلام): وكانت هذه اللفظة (راعِنا) من ألفاظ المسلمين الذين يخاطبون بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقولون: راعنا، أي ارع أحوالنا، واسمع منا كما نسمع منك، وكان في لغة اليهود معناها:اسمع، لا سمعت.
فلما سمع اليهود المسلمين يخاطبون بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقولون: راعنا، ويخاطبون بها، قالوا[56]:كنا نشتم محمدا إلى الآن سرا، فتعالوا الآن نشتمه جهرا، وكانوا يخاطبون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقولون: راعنا، يريدون شتمه.
ففطن لهم سعد بن معاذ الأنصاري[57]، فقال: يا أعداء الله، عليكم لعنة الله، أراكم تريدون سب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، توهمونا أنكم تجرون في مخاطبته مجرانا، والله، لا أسمعها من أحد منكم إلا ضربت عنقه، ولولا أني أكره أن أقدم عليكم قبل التقدم والاستئذان له ولأخيه ووصيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، القيم بأمور الأمة نائبا عنه فيها، لضربت عنق من قد سمعته منكم يقول هذا.
فأنزل الله: يا محمد (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ويَقُولُونَ سَمِعْنا وعَصَيْنا واسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وطَعْناً فِي الدِّينِ ولَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وأَطَعْنا واسْمَعْ وانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وأَقْوَمَ ولكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا)[58].
وأنزليا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا) فإنها لفظة يتوصل بها أعداؤكم من اليهود إلى سب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسبكم (وقُولُوا انْظُرْنا) أي قولوا بهذه اللفظة، لا بلفظة (راعنا) ، فإنه ليس فيها ما في قولكمراعنا)، ولا يمكنهم أن يتوصلوا بها إلى الشتم، كما يمكنهم بقولكم[59]: راعنا. (واسْمَعُوا) إذا قال لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قولا، وأطيعوا.
(وَلِلْكافِرِينَ) يعني اليهود الشاتمين لرسول الله (صلى الله عليه وآله) (عَذابٌ أَلِيمٌ) وجيع في الدنيا إن عادوا لشتمهم، وفي الآخرة بالخلود في النار».
نسألكم الدعاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى