منتديات الشباب العراقي والعربي
اهلا وسهلا بزوارنا الكرام لقد شرفتم منتدانا بزيارتكم , حللتم اهلا ووطأتم سهلا
اعزائي الزوار يمكنكم التسجيل لتسفيدوا من مواضيع المنتدى
فأهلا وسهلا بكم ضمن عائلة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشباب العراقي والعربي
اهلا وسهلا بزوارنا الكرام لقد شرفتم منتدانا بزيارتكم , حللتم اهلا ووطأتم سهلا
اعزائي الزوار يمكنكم التسجيل لتسفيدوا من مواضيع المنتدى
فأهلا وسهلا بكم ضمن عائلة المنتدى
منتديات الشباب العراقي والعربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة الممرضة (قصة حزينة)

اذهب الى الأسفل

قصة الممرضة (قصة حزينة)  Empty قصة الممرضة (قصة حزينة)

مُساهمة  عابر سبيل السبت مايو 26, 2012 5:52 am




لم يغادرها الألم حتى لحظة واحدة .. كان الألم يتلوى مثل الأفعى ، ولكنها ظلت ساكتة .. !

ظلت ساكتة تتحمل كلمات زوجها طوال تسعة أشهر ..

لم تكن تفكر إلا في طفلها القادم .. وكان زوجها بعلم كم قدمت من النذور وكم تضرعت لكي يكون

ما تنتظر صبياً ..

كان مصيرها معلقاً فوق كف عفريت ..

فكرت لو أنها أنجبت للمرة الخامسة بنتاً ، فسوف تُطرد من البيت مع ابنتها ..

كانت تتلوى ألماً ، وكانت الآلام الرهيبة تموج فوق وجهها ، ولم يعد هناك مكان للتفكير ،

واغمضت عينيها مستسلمة للعذاب ..


كانت ابنتها نرجس التي انطلقت تستدعي القابلة قد عادت تبشر بقدومها ..

وما هي إلَّا لحظات حتى ملأ بكاء الوليد الجديد فضاء البيت ..

كانت الأم تصغي مجهدة إلى إحدى بناتها وهي تقول :

- يا ويلنا إذا عرف أبونا !


كان الأب قد ذهب في مأمورية إلى إحدى المدن القريبة من طهران .. ولن يعود إلا بعد يومين ..


سقطت الأم في دوامة من الوسواس ..

إنها تحب ابنتها الجديدة ، ولكن سوف تتضاعف معاناتها وستتحمل الشتم والاهانات كما حصل

مع بناتها الأربع ..

والأسوأ من كل ذلك أن هذه البنت ستعيش محرومة من حنان الآباء ..

من أجل ذلك قررت أن تكل تربيتها لدى إمرأة أخرى .. لديها فرصة يومين فقط .. لتنفذ فكرتها .


في صباح اليوم التالي أرسلت ابنتها الكبرى وراء القابلة ، وعندما جاءت القابلة قالت " عفت " :

- أنت تعرفين أخلاق زوجي ، إذا ما عاد من سفره ووقعت عينه على هذه البنت ، فسوف يحوّل

حياتنا إلى جحيم ..

أنا اعرف أنه لا فرق بين البنت والولد .. كلاهما لطف من الله ..

ولكن .. أخشى على أطفالي من الضياع .. لهذا قررت أن أهب بنتي إلى امرأة أو أسرة محرومة من الأطفال ..

أرجوك ساعديني .. ما هو رأيك ؟


رفضت القابلة في أول الأمر ذلك .. ولكنها لم تصمد أمام بكاء تلك الأم البائسة وتوسلاتها ..

وانكسر قلبها ووعدتها بالعثور على أسرة طيبة .


في نفس الليلة جاءت القابلة ، وفيما كانت البنات نائمات .. عانقت الأم ابنتها الأخيرة وقبّلتها للمرة الألف ،

وسلمتها للقابلة .. التي غادرت المنزل على عجل ..

بينما الأم كانت تشهق بالبكاء ..

وفي الصباح استيقظت الفتيات الأربع وبحثن عن أختهن .

قالت الأم وكانت عيناها قد احمرّتا :

- لقد لزمتها الحمّى وماتت ، وقد أخذتها القابلة للدفن .


كان الوقت غروباً ، وكانت السيدة عفت ترتق بعض الثياب وبناتها من حولها ، عندما دق جرس الباب ،

مرّت لحظات وظهر الأب داخل فناء المنزل ، خفت عفت لاستقباله ،

وذُعرت لدى رؤيتها زوجها وهو يسوق كبشاً إلى الحديقة ..

سألت باضطراب واضح :

- ما هذا يا حسين ؟

أجاب وهو يربط الكبش إلى جذع الشجرة :

- عقيقة لابني .

رفع رأسه وحدّق في زوجته بقلق :

- صبي أليس كذلك ؟!

هملت عينا المرأة بالدموع :

- كانت بنتاً ولكنها ماتت !

قطب الرجل :

- هذا أفضل .


كانت المرأة العجوز تشق طريقها عبر البساتين في مدينة " رشت " ، توقفت أمام منزل خشبي وطرقت الباب

مرّت لحظات وظهر رجل في متوسط العمر وغلى جانبه زوجته تصغره قليلاً ..

وتطلعا إلى المرأة العجوز بطيبة ، وعيونهما تحدّق بوليد صغير لم يظهر منه سوى الوجه .

قالت العجوز وهي تبتسم :

- لقد وفيت بوعدي .. خذي يا طوبى هذه البنت الجميلة .. لقد وهبتها أمها لكما ولم تطلب عنواناً ..

كل ما ترجوه منكما أن تسموها إلهة.


وهكذا أضاءت إلهة ذلك البيت الذي طالما حلم أهله بمناغاة طفل صغير .

وعاشت إلهة في ظلال تلك الأسرة وبين أبوين طيبين وحملت اسمهما .

وشيئاً فشيئاً تكبر إلهة .. لتذهب إلى المدرسة الابتدائية فـ الاعدادية ،

ثم تدرس التمريض لترتدي مريلة بيضاء وتدور في أروقة المستشفى .

وتشاء الأقدار أن تكتشف إلهة سرّ وجودها في يومٍ ممطر من أيام الخريف .


كانت إلهة في مناوبتها المسائية بالمستشفى ، وكانت الساعة المعلقة على جدار البهو تشير إلى

العاشرة مساءاً . وكان المطر يرشق النوافذ بعنف .

وصوت الرياح الشديدة يتناهى إلى الآذان ، فجأة سُمِعَ صوت سيّارة اسعاف ،

كان الصوت يشتد لحظة بعد أخرى لكأنه ينبئ عن وقوع حادثٍ ما .

نهضت إلهة وراحت تتطلع من وراء النافذة إلى سيّارة الاسعاف وهي تلج ساحة المستشفى .

هرول أفراد الاسعاف ، وما أسرع أن حملوا على المحفة شيخاً قد دهسته سيارة .

الشيخ في غرفة العمليات فاقد الوعي وليست معه أيّة وثيقة تشير إلى اسمه أو عنوانه .

التقارير تشير إلى حادث دهس ، وقد فرّ سائق السيارة .


مر أسبوعان إلى أن أفاق الرجل .. قوة عجيبة كانت تدفع بـ إلهة إلى أن تتفقد ذلك الرجل في اليوم

مرات ومرات ..

وكم قضت وقتاً طويلاً وهي تتأمل وجه هذا الشيخ الطاعن في السن المليء بالتجاعيد .

كانت تتساءل عن سرّ الاهتمام ولكن دون جدوى ..

ليس هناك من يعرف هذا الرجل .. وكان ظن البعض أنه مسافر غريب قدم من ديار بعيدة .


تحسنت حالة الرجل .. ولكنه ظلّ معتصماً بالصمت ..

كان الحزن يموج في عينيه .. وكان من الواضح أنه يخفي في صدره همّاً ثقيلاً .


وذات يوم جلست إلهة على حافة سرير الرجل وسالته بودّ :

- هل أنت بخير يا أبي .. أراك تحمل همّاً ، ولكنك تعتصم بالسكوت ، خفف عن قلبك المهموم بالكلام .


تجمعت في عيني الشيخ الواهتين الدموع ، وتأوّه بحسرة وقال :

- طيب يا ابنتي سأتكلم ، إن حنانك يثير كوامن جرح قديم في نفسي يعذبني أكثر .

أنت تذكريني بإحدى بناتي ، ولو كانت حيّة اليوم لكانت في مثل سنك .


كان العجوز يبكي وهو يواصل حديثه ويذكر تفاصيل عن حياته مع زوجته التي طالما آذاها لأنها لا تلد غير البنات:

- كنت أظن أن الطفلة قد ماتت ، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك ، بعد عامين من تلك الحادثة

حملت زوجتي وانجبت صبياً .. ولكنه كان معاقاً .

لقد أيقظتني الحادثة من غفلتي وركعت لله وقلت له : يا رب غفرانك يا أحكم الحاكمين ..

إلهي أنا مذنب عاصٍ سامحني يا رب ..

لقد تحطم كل كبريائي أمام زوجتي وبناتي ، كنت أبكي .

ولم تكن زوجتي أفضل حالاً مني .. كانت تهذي في نومها .. كانت تخفي عني سرّاً .. كان سرّاً مريراً ....

ولكنها لم تتحمل الصبر أكثر من ذلك وأخبرتني بكل شيء ، قالت لي أن ابنتنا لم تمت ..

لقد وهبتها إلى أسرة مجهولة !

ومنذ ذلك اليوم وأنا اتعذب .. أي إثم ارتكبت ، كنت مستعداً لتلقي العقاب ، ذهبت إلى القابلة لأعرف

لدى أي أسرة أودعت بنتي ... ولكن القدر قطع آخر خيوط الأمل .. فقد قيل أنها ماتت قبل أربع سنوات ....


من أجل هذا لم أعد أطيق البيت .. وقررت أن أبحث عنها في كل مكان فلعلّي اعثر على ابنتي الضائعة .

وها أنا أطوي المدن بحثاً عنها وليس عندي منها علامة إلّا اسمها .


شعرت الممرضة باللهفة وهي تسأله :

- وماذا كان اسمها يا أبي ؟

قال الشيخ بيأس :

- اخبرتني زوجتي قبل وفاتها أنها طلبت من القابلة أن يكون اسم البنت إلهة ..

نعم ليس هناك من علامة إلا هذا الاسم فقط .


سألت إلهة :

- وإذن فهي قد ماتت .

- نعم منذ خمسة أعوام .


شعرت إلهة بأن كيانها يرتجف بشدّة وأن قشعريرة عنيفة تسري في كل ذرة من جسدها ...

وتفجّرت الدموع من عينيها وشعر الرجل بالدهشة فسأل :

- لماذا تبكين يا ابنتي ؟! أنا الذي عليّ أنا أبكي بدل الدموع دماً ..


لم تسمع إلهة ما قاله الشيخ .. إذ سرعان ما نهضت وغادرت الغرفة ....

وجدت نفسها تهرول إلى البيت وقد خنقتها العبرة .. كانت قد سمعت منذ أعوام أنها ليست إبنة لهذه الأسرة ..

وكلما سألت والديها اعتصما بالصمت ..


رأت الأم إلهة مخطوفة اللون وقد تورمت عيناها من البكاء فشعرت بالقلق :

- ماذا حصل يا ابنتي ؟ هل أصابك مكروه ؟!

قالت إلهة بضراعة :

- أرجوك أجيبي عن سؤالي .. من الذي سلمني إليكم يوم كنت طفلة رضيعة ؟

حاولت المرأة تهدئة إلهة .. شدّت إلهة على يدها لكأنها تحثها على الكلام ..

وكان قلبها يموج بإعصار من حزن مرير وانكشفت كل الحقائق وعرفت إلهة أن ذلك الشيخ الراقد في المستشفى

لم يكن غير أبيها ..

والآن ماذا تفعل ؟ ما أصعب الاختيار !

- انهضي يا أمي .. لنذهب إلى المستشفى .. إن أبي هناك .

وعندما وصلتا إلى المستشفى ، وجدت إلهة السرير خالياً وسألت بذعر فقيل لها :

لقد توفي منذ نصف ساعة وقد سجل الطبيب أن سبب الوفاة هو السكتة القلبية .

وعندما غادرت إلهة المستشفى كان المطر ينهمر غزيراً وامتزجت دموعها مع المطر ..

فألقت نفسها في أحضان المرأة الطيبة وقالت :

- لنعد إلى البيت يا .. أمي .

عابر سبيل
عابر سبيل
المدير العام للمنتديات
المدير العام للمنتديات

ذكر السرطان عدد المساهمات : 672
النقاط : 1979
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 27/05/2011
الموقع : المدير العام

https://iraq-arabgroup.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى