قصة وقوف فاطمة الزهراء عليها السلام مع الفتاة المظلومة

**عابر سبيل** الأربعاء مايو 23, 2012 11:56 pm

روي أنه كان في قديم الزمان رجلا عنده زوجه وبنتا فماتت زوجته فتزوج بأمرأة أخرى وكانت تؤدي أبنته وأن فرط حبه لزوجته الجديدة تركه لا يلتفت لبكاء أبنته وشكواها وكان الرجل صاحب غنم وعندما يمضي لعمله تكلف زوجته البنت بخدمة الغنم وأذا نكلت وسئمت أهانتها وآذتها ثم تشتكي عند أبيها وتضيف الى الموضوع أشياء حتى يثور من شدة الغضب ويضربها ضربا مبرحا ولم يسمع عذرها وقولها حتى تمادت زوجته في غيها

وقالت له : دع أبنتك تخرج بالغنم للمرعى طوال يومها لتمرح الغنم وتأكل من الحشائش حتى تسمن فأنصاع الرجل لقولها وأمر ابنته بذلك فكانت تأخذ الغنم الى المنزل قرب المساء وهي صابره وتقول : لا بد ليوم العسر يوم يسر هذا والأب لم يسأل عن محنة أبنته المسكينه ومضت مدة على هذا الحال وفي يوم من الأيام تعلافت عليها أحدى نساء الجيران ولما علمت بها أنها تخرج بالغنم الى البر

قالت لها: هل زرت قبر أمك ؟ قالت البنت : أني لا أعرف أين قبر أمي فأنها ماتت وأنا صغيره فأرشدتها المرأة الى قبر أمها فجاءت ووقعت عليه باكيه وقد هاج بها ألم اليتم وقهر الذلة وهم المحنة التي هي فيها وأخذت في بث شكواها وبلت الأرض بدموعها فلما كان اليوم الثاني جاءت عند القبر وفعلت عملها بالأمس وهكذا تفعل في كل يوم تأتي فيه الى قبر أمها وكانت قد نبتت شجرة من النبق قرب القبر وعندما ثمرت الشجرة أخذت تأكل من ذلك الثمر وكلما أكلت منه ازدادت حسنا وجمالا وحيوية بقدرة الله تعالى فحسدتها زوجة أبيها وقالت لزوجها :تجسس على أبنتك لتعرف ماذا تعمل في البر لعل معها خدين فأني أراها كل يوم تأتي وهي متزينه وقد أحمرتا وجنتاها

فلما فعل ذلك لم يجد أحدا معها وأنما كانت تأتي الى قبر أمها وتبكي وتأكل من ثمر شجرة النبق فلما أخبر زوجته بما رأى حقدت عليها وامتلئت غيضا وحنقا ثم فكرت في مكيده حتى تقطع الشجرة التي قرب قبر أم البنت فأمتثل الرجل طلباتها فلما جاءت البنت في اليوم التالي ورأت الشجرة مقطوعه بكت وحزنت حزنا شديدا وقالت : سلام الله عليك يافاطمة الزهراء ياسيدة نساء العالمين أن مصيبتك أعظم من مصيبتي فأن قطعوا عني الشجره التي أبكي عندها فأني كنت وحدي ولكن أنت معك الحسن والحسين لما قطعوا عنك الاراكه تقول هذا وهي تبكي وأطالت المدة في بكائها حول القبر حتى غلبها النوم

ورأت في مايرى النائم كأن الى قربها أمرأة جليلة القدر عظيمة الشأن وقد أمتلأ البر من نور وجهها وهي تقول لها : لا تبكي ولا تحزني فأن لك مستقبل طيب وحظ سعيد جزاء لصبرك على محنتك وتحملك الأى فأن الله قد شاء أن يرزقك زوجا كبير المنزلة تعيشين رغدا من العيش في كنفه

وأوصيك أذا كنت كذلك فأعملي شيئا من النثار والحلاوة في اليوم الثالث والعشرين من جمادى الثانيه أو كلما حلت بك معضلة وأردتي كشفها أقرئي مدح فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى وتوسلي بها على الله في قضاء حوائجك وحوائج المؤمنين والمؤمنات فأن النذر والدعاء بأسم فاطمة الزهراء شفيعة يوم المحشر مستجابين فقالت البنت : من أنت ؟ قالت لها : أنا فاطمة الزهراء .

وغابت عن عينها فأنتبهت البنت من نومها ورجعت الى المنزل وقد أثرت هذه الرؤيا في نفسها فلما كان اليوم التالي والبنت حول قبر أمها أذ مر الملك مع موكبه وهو في طريقه الى القنص والى قربه وزيره الخاص واذا هو يرى نورا كأنه نور البدر في كماله فألتفت للوزير وقال له : أكشف لي خبر هذا النور فجاء الوزير ورأى النور يشرق من وجه تلك الفتاة فلما رجع وأخبر الملك قال له : أرجع وأسألها بنت من تكون وأين منزل أبيها وعندما رجع الوزير وسألها قالت : أني بنت عبد من عبيد الله فقير الحال فلان بن فلان ثم أخبرته عن منزل أبيها فلما أخبر الملك

قطع وجهة نظره الى القنص وأرسل الوزير في اليوم الثاني وخطبها من أبيها الى الملك فأخبر أبوها زوجته فوجمت وسكتت ساعه تفكر وتمنت لو كان لها بنتا لتزوجها بالملك ثم قالت : أفعل ماشئت وقد خشيت سطوة الملك لو منعت ذلك وبعد زواجها بالملك حسدتها زوجة أبيها أكثر خاصة لما سمعت أن الملك قد هام في حبها ولكنها لم تقدر أن تعمل شيئا وقد بلغ من حبه أليها أنه نهاها أن تباشر أي عمل في البيت وأمر الخدم أن تنفذ كل طلباتها الى أن دار الحول

وذكرت البنت وصية فاطمة الزهراء فأخبرت الملك بذلك فقال لها: هذه خرافات ولم يصدق ماقالت له فسكتت فلما رأته قد خرج من المنزل وقد خشيت أن تأمر الخدم بشيء ويخبرون الملك فعمدت الى النار وشعلتها وأخذت تعمل شيئا من الحلاوة أذ دخل الملك فجأة فرآها على تلك الحاله فقال لها : ألم أنهك أن لا تباشري أي عمل في البيت فماذا تعملين ؟ فأخبرته بالحقيقه فاستشاط غيضا وركل النار فعلقت برجله وكلما أراد الخلاص من النار لم يستطع وأذا بالوزير جاء يركض وهو يلهث ويقول : أيها الملك أن جيش الملك الفلاني ( وكان بينهما خصومة ) غزا بلادنا وقد وصل الحدود فوقف الملك حائرا

ثم قال لزوجته : أعيدي علي ماقلتيه ففعلت فقال : أستغفر الله على مابدر مني ثم قال لها : أطلبي من الله بحق فاطمة الزهراء أن يخلص رجلي من النار ويرد الجيش الغازي عنا وأنا أعمل كل ماأوصتك به فاطمة الزهراء وأكثر فدعت الله وتوسلت عليه بحق فاطمة الزهراء رجوع الجيش وقد خلصت رجل الملك من النار ففرح فرحا عظيما وأمرها أن تعمل ماتريد فأمرت الخدم فعملوا نثارا وحلاوة وقرأت مدح فاطمة الزهراء ودعت للمؤمنين والمؤمنات أن يفرج عنهم كل شدة ويكشف مابهم من كرب ويقضي حوائجهم ببركة فاطمة الزهراء عليها السلام وأبيها وبعلها وبنيها والتسعة المعصومين من ذريتها وبنيها .

مدح فاطمة الزهراء

سقى الله أنفاسي من السلسل العذب لأنظم أبكارا من اللؤلؤ الرطب

بمدحة بنت المصطفى ينجلي كربي وأن معاليها لأسنى من الشهب

وفي مدحها القرآن بل سائر الكتب

فأن لم تصدق ماأقول ولاتدري فسل آية الوسطى وسل ليلة القدر

وسل آية الكبرى وسل سورة الدهر وسل آية القربة وسل آية الأجر

وكانت لطه المصطفى الروح بالجنب

هي الدرة البيضاء في صدف النهى هي الغرة النوراءفي ظلم الدجى

ومشكاة أنوار الهداية للورى بأبنائها الغر الكرام أولي النهى

تشرفت الآباء في سالف الحقب

هي الزهرة الزهراء تجلت تكرما هي اللمعة النور أقعزت وأنما

هي الكوكب الدري في أفق السماء يضيء لسكان السماوات كلهما

تقوم بمحراب تناجي الى الرب

هي الآية الكبرى فكلت أولي النهى عقولهم مايبلغون لمنتهى

مكارمها العليا وأتى لهم بها وكيوان علياها لأعلى من السهى

ففي فاطم حارت عقول ذوي اللب

الدعاء

اللهم بحق محمد المصطفى وعلي المرتضى والبتول الزهراء والحسن المجتبى والحسين الشهيد بكربلاء والتسعة المعصومين النجباء من ذرية الحسين عليهم السلام أجمعين أن تقضي حوائجي وحوائج المحتاجين في الدنيا والآخرة يارب العالمين برحمتك ياأرحم الراحمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الزيارة

أزور سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء زيارة مني ونيابة عن والدي ووالد والدي وأخواني وأخواتي وجيراني ومن قلدني الدعاء والزيارة قربة الى الله تعالى : السلام عليك ياممتحنة أمتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما أمتحنك به صابرة ونحن لك أولياء مصدقون ولكل ماأتى به أبوك صلى الله عليه وآله وسلم وأتى به وصيه عليه السلام مسلمون ونحن نسألك اللهم أذ كنا مصدقين لهمأن تلحقنا بتصديقنا بالدرجة العالية لنبشر أنفسنا بأن قد طهرنا بولايتهم عليهم السلام.

ملاحظة : أنا جربت المدح وبالصلاة على محمد وآل محمد النذر لهذا المدح مجاب بأذن من الله وببركة فاطمة الزهراء سلام الله عليها
كذلك مدح حلال المشاكل أعتقد تعرفونه وأن لم تعرفوه وتودون قرآته سأكتبه في موضوع لوحده .